دور الأسرة في التربية
إنّ للأسرة دورًا مهمًا في تربية الأبناء وتنشئتهم على فضائل الأخلاق، فإنّ كلًّا من الزوجين يعتبران عماد الأسرة وأساس صلاحها وقوتها، كما أنّ لهما التأثير الأول، والأهم على الأبناء منذ الصغر، وذلك لأن الطفل أشد ما يكون ملازمة لوالديه، فيتخلق بأخلاقهم، ويأخد من أطباعهم جزءًا كبيرًا.
الأسرة هي القدوة الأولى للطفل
إن الطفل ومنذ ولادته يعتبر والديه القدوة الأولى له، والقدوة الصالحة من أهم الوسائل الفعالة في التربية الخلقية والدينية، ولها التأثير الكبير على الطفل، سواء في محيط عائلته أو في المدرسة وغير ذلك، والطفل يبحث دائمًا عن قدوة؛ ليتمثل بأخلاقه وصفاته. والطفل بطبعه وخاصة في مراحل عمره الأولى يبحث عمّن يقلد أعماله وتصرفاته، فلا بد في هذه المرحلة من الحرص على الأخلاق، والتربية الدينية السوية في الطفل، وذلك بتقديم القدوات الصالحة للطفل. ومن القدوات التي تقدم للطفل تعليمه أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإخباره عن قصص الصالحين والمتخلقين بأفضل الأخلاق كالحلم والكرم والإيثار، كما أن على الوالدين أن يكونا قدوة صالحة من خلال تصرفاتهما، وطريقة تعاملهما مع الظروف المختلفة، فالطفل يراقب والديه جيدًا، ويقلد تصرفاتهم سواء تنبهوا إلى ذلك أم لم يتنبهوا.
الأسرة هي أساس بناء الشخصية السوية
إن بناء الشخصية السوية لدى الطفل مهمة العائلة الأولى، وذلك من خلال توفير كل أسباب الطمأنينة والثبات والاتزان الانفعالي والعاطفي والعقلي، وكذلك بالابتعاد عن القلق والخوف والاضطرابات. وكل هذه الأمور يمكن توفيرها من خلال تربية الضمير الحي عند الطفل منذ الصغر بالتربية الدينية، وكذلك من خلال التربية الروحية السوية التي تبني علاقة بين الطفل وربه، مما يجعله يستشعر رقابة الله دومًا، فتتحقق لديه الطمأنينة. فالدين الإسلامي يسعى لغرس أركان الصحة النفسية لدى الطفل منذ الصغر، وذلك بتعليمه المرونة في مواجهة الواقع، وتعليمه الصبر عند البلاء، والتعاون مع الجماعة، وترك الحسد والحقد، وكذلك يحثه على القناعة والرضا والتفاؤل بالخير دومًا.
الأسرة هي الخلية الاجتماعية الأولى في المجتمع
تعدّ الأسرة اللبنة الأساسية التي تشكل أساس المجتمع، وتكاد تكون الأسرة أهم نماذج العلاقات الإنسانية داخل المجتمع، لذلك لا بد من وجود قواعد سليمة تحكم الأسرة، وتبني أهم أسس التربية والأخلاق فيها، حتى تؤتي أكلها، وتخرج أطيب الثمر للمجتمع. وذلك من خلال صبغ الحياة الأسرية بالتعاون والتفاهم والعلاقات الصحية بين أفرادها، فإذا صلحت كل أسرة في المجتمع، فإن ذلك لا محالة سيؤدي إلى صلاح المجتمع ككل.
الأسرة هي أهم مراحل تنشئة الطفل
تعدّ الأسرة ومنذ القدم المؤسسة التربوية الأولى والأهم والتي تتعهد الطفل جسديًا ونفسيًا، وهي التي ترعاه وتحميه وتصونه نفسيًا، وتعلمه طرق التعامل مع المجتمع، ومنها يستمد أكثر صفاته وطباعه وأخلاقه، حتى أن بعض الأطفال قد يرثون مهن آباءهم.
دور الأسرة في التعليم
إن مسؤولية التعليم تقع في عاتقها على الأسرة ابتداء ثم على مؤسسات التعليم المختلفة، ويمكن أن نجمل دور الأسرة في التعليم فيما يأتي:
الأسرة هي الداعم الأول للطفل
بما أنّ الأسرة تعد الداعم الأول للطفل منذ نعومة أظفاره، فإنه من الطبيعي أن ينعكس ذلك على وظيفتها في إعداد الأفراد للحياة، والمستقبل العلمي والعملي، فإن معظم الدراسات تبين العلاقة بين خصائص الوالدين وثقافتهم واتجاهاتهم، وتأثيرها على الأبناء والنمو العقلي والاجتماعي لهم. كما أن سلوك الآباء يقرر طريقة سلوك الأبناء في مجالات الحياة المختلفة، ومنها طريقة التعلم والمستوى العقلي، فالدعم الأسري هو الأساس في تكوين الشخصية العلمية للطفل.
تأثر الأبناء بالمستوى التعليمي للوالدين
تؤكد نظرية رأس المال الثقافي على أن الموارد الثقافية للأسرة، وكذلك المستوى الثقافي للوالدين يؤثر تأثيرًا كبيرًا على الطفل، وطريقة تطلعه للمستقبل العلمي الخاص به، فإن الآباء ذوو الثقافة العالية أكثر اطلاعًا على قواعد المدارس، وعلى أساسات العلوم؛ وهذا مما يساهم في تأسيس الطفل بشكل صحيح. كما أن التوقعات التي يقدمها الآباء عن أطفالهم وعن تأملهم بتفوقهم، وطريقة مناقشتهم للطفل وواجباته المدرسية ومتابعتها؛ تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الطفل، وانطباعه العلمي عن نفسه.
تأثر الأبناء بالجو العام داخل البيت
عادة ما يتأثر الطفل بعادات والديه وتصرفاتهم العامة، فهو يعتبرهم قدوته الأولى، وبالنظر إلى الدور الكبير لهذا الأمر في التعليم؛ فإن الجو الأسري الذي يمتلئ بالعلم والقراءة والثقافة؛ فإنه يؤثر إيجابًا على سلوك الطفل، لأن الطفل يتبع عادات والديه. وبما أن الطفل يتأثر بسلوك والديه، ومن ذلك سلوكهم العلمي والثقافي وانطباعهم الشخصي عنه، فعندما يكون الجو العام للأسرة الحرص على التعلم؛ فإن ذلك لا محالة سينعكس على الطفل وطريقته في النظر للعلم والتعلم.