الأهمية التاريخية والثقافية للأعمال اليدوية هل أسهمت الأعمال اليدوية في التطور التاريخي والحضاري لشعوب ودول العالم؟ مما لا شك فيه أن للأعمال اليدوية أهمية تاريخية وثقافية كبيرة لكثير من الشعوب والدول، لأنها كانت السبب وراء التطور الحضاري الذي شهدته تلك المجتمعات الإنسانية، ويمكن إجمال الأهمية التاريخية والثقافية للأعمال اليدوية على النحو الآتي:
شكلت الأعمال اليدوية منذ قديم الزمان الوسيلة الأكثر فاعلية التي أعتمد عليها الإنسان القديم لكي تساعده على العيش، والتغلب على الصعاب التي كانت تواجهه بشكل يومى.
أسهمت الأعمال اليدوية على مر الزمان في صناعة حضارة الشعوب في مختلف بقاع العالم، فكانت الدليل الذي وصل إلينا منها، والشاهد على تلك الحضارات الكبيرة كحضارة وادي الرافدين، وحضارة وادي النيل.
شكلت الأعمال اليدوية للكثير من الشعوب موروثًا ثَقَافِيًّا، فانتقل هذا الموروث من جيل لآخر، مع ملاحظة أن كل جيل كان يأتي فيعمل على تطويرها بما يتلائم مع واقع حياته المعاصرة واحتياجاته الإنسانية.
شكلت الأعمال اليدوية الوسيلة الأكثر فاعلية لتحسين الذوق العام لاسيما الذوق الفني، فأصبحت الأعمال اليدوية تمتاز بكثير من الإبداع والفن.
أسهمت الأعمال اليدوية في إثراء تراث البلد والعمل على تطويره وفقًا لمقتضيات العصر الراهن، كما أسهمت في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين شعوب العالم.
أسهمت الأعمال اليدوية في رفع مستوى القدرات الذهنية والعقلية للكثير من العاملين فيها، وذلك بسبب كونها أعمال تتطلب الكثير من الجهد والعمل لإنجاز عمل متقن يحظى بإعجاب كل من يراه.
الأهمية الاجتماعية للأعمال اليدوية
هل يوجد للأعمال اليدوية أبعاد اجتماعية على الشعوب والدول؟ للأعمال اليدوية أهمية اجتماعية كبيرة في الكثير من المجتمعات الإنسانية، فقد أسهمت في تغير الكثير من المظاهر الاجتماعية في المجتمع، كما عملت على تطوير بعض المفاهيم والعادات السائدة، على النحو الآتي:
أسهمت الأعمال اليدوية في الحد من البطالة التي تعاني منها المجتمعات، حيث عملت على تشغيل جزء كبير من الأيدي العاملة التي لم تجد فرص عمل مناسبة، خاصة النساء وتحديدًا ربات البيوت، وكذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يمتلكون المهارات اليدوية.
أسهمت الأعمال اليدوية على تطوير الذات، والتخفيف من القيود والضغوطات النفسية، التي يعاني منها الكثير من الناس، والسبب يعود إلى ما تتركه تلك الأعمال من أثر طيب في نفس الشخص العامل بها، كما أصبحت مصدر رزقٍ للبعض الآخر.
تعد الأعمال اليدوية من الوسائل التربوية أيضًا، فمن خلالها يتعلم الإنسان الكثير من المهارات والخبرات والمعلومات.
أسهمت الأعمال اليدوية في رفع مستوى الذوق العام، وذلك من خلال طبيعة المنتوجات اليدوية، والتي غالبًا ما تتسم بالحرفية والمهارة وبما تحويه من جوانب فنية وإبداعية.
أسهمت الأعمال اليدوية في رفع وتنمية القدرة الإبتكارية والإبداعية لدى الإنسان، فهي تمنحه مساحة كبيرة للتفكير والتأمل في محاولة إيجاد كل ما هو جديد ومميز.
أسهمت الأعمال اليدوية في المحافظة على الإرث الخاص بكل مدينة أو بكل مجموعة من الناس، كما عملت على ديمومته.
تعد الأعمال اليدوية أيضًا وسيلة للترفيه والتسلية وملئ وقت الفراغ الذي يعاني منه الكثيرون، كما تعد وسيلة لاستثمار الطاقات البشرية الغير مستغلة، فهي أصبحت صناعة يدوية مربحة تدر على الكثير ممن يعملون بها دخلًا جيدًا.
الأهمية الاقتصادية للأعمال اليدوية
هل أسهمت الأعمال اليدوية في رفع المستوى الاقتصادي للفرد والمجتمع؟ أصبح للأعمال اليدوية ذات الطابع الفني المميز أهمية كبيرة خاصة من الناحية الاقتصادية، بسبب ما تدره من دخل لكل من يعمل بها، ولذلك يمكن إيراد أهميتها على المستوى الاقتصادي، على النحو الآتي:
تشكل الأعمال اليدوية مصدر رزق لا بأس به سواء للفرد، أو للمجتمع بأكمله، كما أصبحت الوسيلة الأكثر فاعلية في استغلال كافة الموارد البشرية.
أصبحت الأعمال اليدوية تشكل مصدرًا من مصادر الدخل القومي للبلد، خاصة تلك الأعمال اليدوية التي يتم تصديرها لخارج البلاد، فتوفر الكثير من العملات الأجنبية.
تشكل الأعمال اليدوية وسيلة لخلق الكثير من فرص العمل خاصة للذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظائف معينة، أو حتى للأشخاص الذين لم ينالوا الفرصة الكاملة من التعليم.
أصبحت وسيلة لاستغلال الكثير من المواد الأولية المحلية في البلاد والإستفادة منها، والتي لم تكن مستغلة بشكل جيد سابقًا. لما تتمتع به الأعمال اليدوية من مرونة في العمل، فقد استطاعت تشغيل الكثير من الناس وفي جميع المناطق، حتى في المناطق التي لا تتوافر فيها الخدمات الأولية أو البنية الأساسية.
ساعدت الأعمال اليدوية على تنمية حركة الاقتصاد في الكثير من البلدان، وعملت على تنشيط الحركة الإنتاجية والتسويقية.
أسهمت الأعمال اليدوية بإحداث مرونة في الإنتاج، والسبب في ذلك يعود إلى أن المنتجات اليدوية تحدد بحسب الطلب عليها.
أسهمت الأعمال اليدوية لا سيما التراثية منها، وبما توفره من منتجات ذات طابع تراثي في تنشيط عجلة الاقتصاد من خلال جذب السياح الذين يزورون البلد، فهؤلاء يحرصون على اقتناء مثل هذه المنتجات، كما وأصبحت وسيلة في نشر ثقافة البلد.
وفرت فرص عمل لكثير من فئات المجتمع، لاسيما ربات البيوت اللاتي لا يستطعن مغادرة المنزل بسبب مسؤولياتهن المنزلية، فأصبحن ينتجن من البيوت، وأصبحت الأشغال اليدوية المنزلية تمثل مصدر رزقٍ لهم لعيشٍ كريم.